26‏/12‏/2010

سـنة صعبـة ثالثـة بقلم: د. فهد الفانك

وصلتنا الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في أواخر 2008، وبذلك اعتبرت سنة 2009 السنة الصعبة الأولى، وقيل للحكومة في حينه أن علاج الأزمات الاقتصادية يكون برش المال عليها، وهكذا ارتفع الإنفاق العام إلى أرقام قياسية، وسجل العجز في الموازنة مبلغاً يناهز 1.5 مليار دينار.

ظننا أن سنة 2010 ستكون سنة الانتعاش الاقتصادي، وأن منافع الأزمة العالمية فاقت أضرارها، وخاصة فيما يتعلق بانخفاض أسعار المحروقات والقمح والأعلاف بشـكل ملموس، وكانت الحكومة تقول إنها سـنة صعبة ثانيـة. وصدقت الحكومة، فكانت السـنة صعبـة بالفعل، ولم ينخفض الإنفاق العام المتكرر بل ارتفع، كما تحقـق عجز في الموازنة يزيد عن مليـار دينار جـرى تمويله بالديون.

نحن الآن على أبواب سنة 2011، فهي سـتكون صعبة أم سـهلة، أم بين بين؟ الموازنة التي قدمتها الحكومة تفتـرض أن سنة 2011 ستكون سنة صعبة ثالثة، فالعجز كبير، والحكومة تعالجه بإلغاء إحدى عشرة ضريبة، والاستمرار في دعم الغاز والكهرباء والماء والأعلاف، والتوسع في الإعفاءات الضريبية وتمديد بعضها لفترات أخرى قادمة.

ويأتي مجلس النواب الجديد ليطالب بزيادة الرواتب والتقاعد ، والاستمرار في الدعم الاستهلاكي أو زيادته، شريطة أن ينخفض عجز الموازنة وتقل الحاجة للاقتراض. وهذه هي المطالب المستحيلة والمتناقضة التي اعتدنا على سماعها لكسب الشعبية.

11‏/12‏/2010

الكوتا النسائية

أثبت الناخب الأردني انه لم يعد يفرق بين الرجال والنساء كمرشحين ، فالمقياس هو الكفاءة والاتجاه السياسي. وعندما تتوفر هذه العوامل في المرأة المرشحة ، فإنها تملك حق الفوز في الانتخابات ، والجلوس تحت قبة البرلمان ، ومناقشة قضايا البلد باقتدار.

دل على ذلك فوز السيدة توجان فيصل بالتنافس الحر في انتخابات سابقة لكفاءتها الإعلامية والسياسية ، وفوز السيدة ريم بدران في الانتخابات الأخيرة لكفاءتها الإدارية والاقتصادية. بل إن المذكورتين فازتا بأصوات عالية ودون الحاجة للكوتا ، وكان الناخبون من الرجال والنساء على السواء. وقبل ذلك فاز خليل حدادين المسيحي بأعلى الأصوات في انتخابات سابقة.

كشف الفساد قبل وقوعه

في تأكيد على التزام الحكومة بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وتجسيدا لما ورد في كتاب التكليف وخطاب العرش الساميين جاء تأكيد رئيس الوزراء سمير الرفاعي عزم حكومته الاكيد على التصدي المنهجي الشامل لآفة الفساد ومكافحته التي تضعها الحكومة في مقدمة اولوياتها لتزيد من الثقة بأن الحكومة تقرن اقوالها بالأفعال وانها تأخذ المسألة في اطر قراءة ورؤية استراتيجية شاملة تعمل فيها المؤسسات المختصة في اطار تكاملي لتنفيذ محاور هذه الاستراتيجية وبنودها وفق آليات وعمل ميداني يلحظ بناء منظومة نزاهة وطنية شاملة تكفل تحقيق النجاح النوعي والحقيقي في هذه الجهود ما يضمن بالتأكيد محاصرة آفة الفساد..

ولئن أعاد الرئيس الرفاعي في الكلمة التي القاها يوم امس خلال الاحتفال الذي نظمته هيئة مكافحة الفساد على عمل الحكومة المتواصل لتوفير بيئة تشريعية ضامنة لتحقيق غايات مكافحة الفساد ودعم وتعزيز جهود واداء العاملين في هيئة مكافحة الفساد فانما للفت الانظار الى مسألة مهمة تكمن في نبل الاهداف التي تسعى التشريعات الى تكريسها في المشهد الوطني وهي ترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتعزيز مبدأ الحاكمية الرشيدة وزيادة الوعي بمخاطر الفساد وآثاره السلبية على قيم المجتمع ومعاني العدالة والمساواة.

03‏/12‏/2010

توجه لاعتماد آلية جديدة في اعلان نتائج التوجيهي

قال مدير إدارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي ان الوزارة أعدت خطة تطويرية لاداء الامتحانات وامتحان الثانوية العامة "التوجيهي" للدورة الشتوية المقبلة التي ستبدأ في الحادي عشر من شهر كانون الثاني المقبل واتخذت حزمة إجراءات لترجمة هذه الخطة.

وأضاف الدكتور السعودي في لقاء مع "الدستور" ان الخطة تشمل مبادئ أساسية في التطوير ترتكز على المكاشفة والشفافية والمرونة في كل ما يتعلق بادارة الامتحانات وتصحيح اوراقه ووضع الاسئلة وادخال العلامات واختيار قاعات الامتحان ومن ثم استخراج واعلان النتائج بحيث يكون المواطن على علم ودراية بكل هذه الاجراءات.

واشار الى انه سيتقدم لامتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية المقبلة 151776 مشتركا ومشتركة من الطلبة النظامين والدراسة الخاصة ومن كافة الفروع ومسارات التعليم الاكاديمية والمهنية ، منهم 72656 من الاناث 79120و من الذكور موزعين حسب الفروع التعليمية من الجنسين الذكور والاناث كالتالي: الفرع الادبي 43561 مشتركا ومشتركة ، الفرع العلمي 38379 ، الشرعي 428 ، المعلوماتية المسار الاول 43440 ، والباقي موزعون على الفروع المهنية.

01‏/11‏/2010

الجيش الأردني



طوبى لهم هؤلاء الذين ظاهروا على الحق، وجاهدوا على أسوار القدس واكناف القدس في حربي 1948 و 1967.
طوبى لهم أهلنا، فقد كانوا خرجوا من بيوتهم في اربد والرمثا و معان و الكرك والغور قاصدين الشهادة في أرض الرباط التي بارك الله فيها وحولها. استظلوا رايات الجيش العربي المصطفوي وسجلوا في تاريخ هذه الأمة فصولا من الضياء والغضب الساطع.
منهم من فاز بالشهادة ومنهم من ينتظر ويحدثنا اليوم عن رحلته تلك، الى الجنة.
يرحمه الله استاذنا الكبير سليمان عرار. فمن موقعه على رأس (الرأي) هذا المنبر الوطني العالي كان قالها (كلنا فلسطينيون من أجل فلسطين، وكلنا اردنيون من أجل الأردن).

30‏/10‏/2010

السياحة الإسرائيلية: الخطوط الحمراء مجددا


تعود وزارة الخارجية الاسرائيلية وهيئة السياحة ووسائل إعلام اسرائيلية مجددا لاثارة زوبعة مفتعلة بالتذمر حول ما تسميه إجراءات اردنية لإعاقة حركة السياح الاسرائيليين نحو الاردن، والمقصود هنا سلسلة الاجراءات التي تتخذها أي دولة في العالم للحفاظ على أمن مواقعها وعلى أمن السياح على أراضيها، وهي بالمناسبة اجراءات اتخذت في عهد الوزيرة السابقة التي سبق أن فجرت الدمامل حينما وصفت السياحة الاسرائيلية بأنها تشكل عبئا على الاردن لا أكثر.

الصحافة... ودَيْن الاستقالة‬

لا أريد أن أكدِّر على الزملاء الصحافيين ونقابتهم نشوتهم باستقالة وزير البيئة. ولا أرغب في التقليل من حجم الإنجاز الذي حققوه في حماية المهنة ومعنويات العاملين فيها وحقوقهم، لكنني أنبههم إلى أن ما حصل هو دَيْن في رقبتهم تجاه الرأي العام والسلطات، وأن الديْن سيتحول إلى عبء إذا لم يُستخلص أكثر من درس من خطوة الاستقالة التي سلّفتنا إياها الحكومة . 

29‏/10‏/2010

العربية في خطر

خرج المشاركون في المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية الأردني الذي اختتم أشغاله مساء الخميس بـ29 توصية، عقب ثماني جلسات عمل ناقش خلالها مختصون سبع عشرة ورقة عمل تناولت المثلث التعليمي الذي يضم المعلم والمنهاج والمتعلم. وحمل المؤتمر عنوان "اللغة العربية للصفوف الأربعة الأولى ومرحلة ما قبل المدرسة".

وأكد رئيس المجمع الدكتور عبد الكريم خليفة أمام المشاركين بالجلسة الختامية أنه لا إبداع إلا من خلال لغة دقيقة وواضحة، وقال "لن تبدع أمة إلا بلغتها القومية"، واصفا إهمال التربية الإسلامية وأصولها واستيراد المناهج البريطانية والفرنسية بأنه خطيئة مبرمجة قطعت الصلة بين الحاضر والماضي. وقال "نحن منفتحون على الحضارات واللغات الأخرى لأنها نوافذ للفكر العالمي"، رافضا أية نظريات من الخارج، مؤكدا أن النهوض يأتي من الداخل.

28‏/10‏/2010

التحديات المقبلة

من الواضح أن العالم سيواجه مع شتاء هذا العام وبدايات العام المقبل، تحديات متعددة لن نكون في الأردن بعيدين عنها. فالإشارات الأولى تشير إلى اتجاه صعودي في أسعار النفط وإن كان ذلك بشكل تدريجي، كما أن أسعار المواد الأساسية، وخاصة الغذائية منها، تتجه إلى الصعود في ظل التغيرات المناخية التي شهدها العالم وأثرت سلبا على حجم ومستوى الإنتاج العالمي من تلك المواد. 

16‏/10‏/2010

لماذا نطلب من الشباب ان يفعلوا ما عجزت عنه الحكومات?


"لا يوجد نظام انتخابي على وجه الارض قد يوصف بالكامل" يقول وزير التعليم العالي الدكتور وليد المعاني في كلمة خلال الاحتفال باطلاق حملة وطنية لحث الشباب على المشاركة في الانتخابات النيابية بعنوان "انا شاب .. انا سأشارك".

ما اشار اليه الوزير صحيح من الناحية البدهية وفي دول ديمقراطية كثيرة توجد لجان دائمة تمثل مختلف الاحزاب السياسية مهمتها مراجعة النظام الانتخابي بعد كل عملية انتخابية لمعالجة الثغرات وتطوير القانون وفق حاجات المجتمع وتطلعاته. والهدف الاستراتيجي من وراء ذلك هو المحافظة على حالة التوافق الوطني حول قانون الانتخاب. يظل قول الوزير عن استحالة وجود نظام كامل الاوصاف صحيحا.

التغييرات في عمان


تتسرب معلومات تقول لك ان سمير الرفاعي رئيس الوزراء سيعيد على الارجح تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية.

من يقول لك هذه المعلومة يبررها بكون الحكومة تكون قد امضت احد عشر شهراً فقط من عمرها ، مع اجراء الانتخابات النيابية ، ولن يتم ترحيلها كلها ، حتى لايبدو الترحيل هنا اقرار بكون خيار المؤسسة في الرفاعي يحمل خطأ ما.

كل الحكومات في المملكة الرابعة بقيت فترات اطول من العام ، باستثناء حكومة عدنان بدران التي بقيت ستة اشهر فقط.

في المعلومات ايضا ، ان يعاد تشكيل مجلس الاعيان برئاسة طاهر المصري ، بعد الانتخابات النيابية.

معنى الكلام ان ثلاثة اسابيع بعد الانتخابات النيابية ، ومن العاشر من تشرين الثاني حتى الاول من كانون الاول ، ستكون فترة تغييرات ، وفي المعلومات كذلك ان التغييرات كانت مقررة في موعدين سابقين ، هما قبل رمضان ، ثم بعد عيد الفطر.

09‏/10‏/2010

حكاية التشويش وتدريب القوات اللبنانية!

أكبر عملية تضليل وافتراء جرت في خضم الأوضاع اللبنانية المضطربة والتي تتجه بسرعة الضوء نحو الانفجار هي اتهام الأردن، واتهام مصر أيضا، بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان وفتح معسكرات تدريب لحزب القوات اللبنانية، الذي يتزعمه الدكتور سمير جعجع، وهذا كله جاء بينما تعرضت المملكة الأردنية الهاشمية لتحرش سياسي آخر «مفبرك» ومفتعل بالادعاء أنها قامت بعملية تشويش على «الجزيرة الرياضية» مع بداية انطلاق «المونديال الدولي» في يونيو (حزيران) الماضي.

10‏/08‏/2010

الصحف الالكترونية تطالب الحكومة بالتراجع عن قرارها السياسي وسحب قانون جرائم المعلومات

انتهى عصر الثلاثاء المؤتمر الصحفي الذي تعقده لجنة المتابعة في الصحف الالكترونية وذلك ايذانا ببدء الإجراءات التصعيدية ضد حكومة سمير الرفاعي التي بدأت ومنذ تشكيلها التضييق على الحريات العامة في البلاد واستخدام السلطة بشكل تعسفي لتقييد الإعلام الأردني الوطني الحر - وآخرها كان اصدار قانون مؤقت لجرائم انظمة المعلومات لسنة 2010 - وصف بالمخالف للدستور - .

ويأتي المؤتمر الصحفي لشرح السياسات التي اتبعتها وتتبعها حكومة سمير الرفاعي للحد من الحريات العامة والتضييق على الصحافة بشتى أنواعها ومن خلال تنويع الاساليب المستخدمة لـ "ترويض" الاعلام الاردني واحتوائه تحت العباءة الحكومية.


وتاليا نص البيان الذي قرأه في المؤتمر الصحفي الزميل باسل العكور :

بيان صادر عن المواقع الالكترونية الاخبارية
"الحكومة الأردنية تلاحق مرتادي الانترنت..ان تكون لصاً خير من ان تعمل صحفياً" ..

بعد حجب المواقع الاخبارية الوطنية عن موظفي الدولة وفي سابقة لا مثيل لها على صعيد الحريات في العالم اقدمت حكومة سمير زيد الرفاعي على سن قانون مؤقت سمي بـ"جرائم انظمة المعلومات" وجهت من خلاله ضربة قاصمة لصحافة المستقبل، بحيث حشر العاملون في الصحف الالكترونية في خانة القراصنة ولصوص الشبكات المالية ومروجو الإباحية،وفرضت عليهم منظومة عقابية من بينها السجن والغرامة وحجب المواقع لترهيبهم ولمصادرة حق الاردنيين في التعبير عن ارائهم خلافاً للدستور ،ما جعل العمل في مثل هذا الميدان مجازفة على مستوى الحياة والرزق.

وتضمن القانون نصاً يعطي الحق لأي من موظفي الضابطة العدلية بالدخول إلى أي مكتب خاص بأي موقع الكتروني وتفتيشه والدخول إلى أنظمته دون الحصول على إذن من المدعي العام، ،واحتشدت بين مواده عقوبات مانعة للحرية ما بين شهر وخمسة عشر عاماً بعضها في الاشغال الشاقة وغرامات تصل الى خمسة الاف دينار لمجرد نشر بيانات أو معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أي نظام معلومات تنطوي على ذم أو قدح أو تحقير،وكذلك اعطى للمدعي العام حق مصادرة الأجهزة و الأدوات والوسائل وتوقيف أو تعطيل عمل أي نظام معلومات أو موقع الكتروني ومصادرة الأموال المتحصلة .

لقد اصبحت المواقع الالكترونية معبراً حقيقياً عن تفاعلات المجتمع وكشفت كثيراً من اوكار الفساد وجردت المستبدين من عصا تكميم الافواه السحرية فشكلت هاجساً مزعجاً ازدادت خطورته على ابواب انتخابات نيابية يراد تزيينها من خلال تهميش ادوات الرقابة النزيهة فاتخذ القرار الحكومي الانفعالي غير المبرر.

ان اصرار الحكومة على تجريم مستخدمي الانترنت وتعقب صحفييها يأتي في سياق محاولة الحفاظ على رواية حكومية مقولبة تعبأ في عقول الرأي العام بما يناقض ما تعارفت عليه البشرية من حقوق جماعية وفردية.وبما يخالف التوجيهات الملكية السامية التي اكدت غير مرة اولوية احترام حق الانسان الاردني في التعبير.

اننا وازاء التعدي الحكومي نعلن ما يأتي:

1. الاحتجاب التدريجي عن الصدور وحتى اسقاط القانون العرفي الظالم سالف الذكر.

2. وضع صورة رئيس الوزراء سمير الرفاعي "عدو الحريات" على صدر مواقعنا.

3. مخاطبة منظمات المجتمع الاردني من احزاب ونقابات وجمعيات حقوقية وشخصيات وطنية ودعوتها للانتصار الى مطالبنا العادلة بسحب القانون.

4. مخاطبة الجهات الحقوقية العربية والعالمية ودعوتها لمساندة حق الانسان الاردني في الخروج من "الجيتو" الذي تفرضه حكومة الرفاعي خلافاً لالتزاماتها وللحقوق الانسانية المرعية.

5. اجراءات احتجاجية اخرى ستعلن لاحقاً.


اخيراً فاننا نأمل في ان تتراجع الحكومة عن قرارها السياسي وتبادر الى سحب القانون احتراماً لهيبة الدولة التي ستتضر جراء الاساءة الى صورة الاردن في العالم ،اذ ان القانون سيشكل انموذجاً في استبداد الانظمة السياسية بمتصفحي الانترنت،وعلامة فارقة في مستوى التعدي على الحريات والاستهانة بحقوق الانسان وكبت الحريات.


سيبقى الاردن للاحرار وقريباً سيذوي اعداء الحرية الى عالم النسيان

05‏/08‏/2010

إعلان نتائج التوجيهي الساعة (11) من صباح السبت المقبل

عقد نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور خالد الكركي الساعة الحادية عشرة من صباح السبت المقبل مؤتمراً صحفياً يعلن خلاله نتائج التوجيهي للدورة الصيفية للعام 2009/2010 وأسماء الأوائل في جميع الفروع المهنية والأكاديمية.
وقال المستشار الإعلامي الناطق الاعلامي باسم الوزارة أيمن البركات أن النتائج ستوزع ورقيا على مديريات التربية والتعليم والمدارس ليتسلمها الطلبة الساعة الثامنة من صباح السبت.

29‏/07‏/2010

تحويل أحد موظفي السفارة الأمريكية في عمان الى المدعي العام بتهمة النصب والاحتيال

حولت الاجهزه الامنيه اليوم أحد الموظفين العاملين في السفارة الأمريكية في عمان الى المدعي العام بعد توجيه تهم للأخير بالنصب و الاحتيال على المواطنين .

و بحسب المعلومات الواردة فإن الموظف المدعو ( ح.س ) اتهم بالنصب على مجموعة سياحية محلية حصلت على أحد البروشورات الخاصة برحلة الى منطقة العقبة و التي كانت تحمل اسم المذكور و رقم هاتفه حيث تم بالفعل نقل 15 من السياح الى العقبة حيث كانت المفاجأة باختلاف كلي بين ما ورد في النشرة الموزعة و بين ما وجده هؤلاء بانتظارهم في العقبة و هوالأأمر الذي دفعهم الى تقديم شكوى بحق الشخص قبل أن تلقي الأجهزة الأمنية القبض عليه و تحوله الى الجهات المختصة .

المصدر: سرايا

نتائج التوجيهي

لتحصل على نتيجة التوجيهي من وزراة التربية والتعليم فور صدورها ادخل على هذا الموقع: نتائج التوجيهي حيث ستتغير الصفحه تلقائيا عند صدور النتائج وكل ما تحتاجه هو رقم الجلوس لتحصل على نتيجتك فورا ومجانا

22‏/07‏/2010

تخفيض توقعات النمو

صندوق النقد الدولي خفض توقعات النمو الاقتصادي في الأردن لهذه السنة من 1ر4% إلى 4ر3% مع أنه لم يمضٍِ على التقدير الأول سوى ستة أشهر.

الحكومة بدورها –على لسان وزير المالية- خفضت تقديرات النمو هذه السنة من 4% إلى 4ر3% مع أنه لم يمض على التقدير الأول سوى أسابيع معدودة.

ما الذي حدث خلال هذا الشهر مما دعا الصندوق والحكومة إلى تخفيض تقديراتهم للنمو في هذه السنة؟.

هذا التخفيض ليس له مبرر، فالمؤشرات الاقتصادية وخاصة الصادرات الوطنية والمستوردات وحوالات المغتربين والإنتاج الزراعي والصناعي والتعديني أعطت قراءات إيجابية مشجعة.

الأرجح أن هذا التراجع في التقدير يعود لإعلان دائرة الإحصاءات العامة أن معدل النمو في الربع الأول من هذه السنة كان في حدود 2% فقط، مع أن أية قراءة جادة لأرقام الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول التي نشرتها الدائرة تدل على أن القطاعات الاقتصادية في الأردن المنتجة للسلع والخدمات قد حققت نمواً بنسبة 46ر3%، وأن تخفيض هذا الرقم إلى 03ر2% كان نتيجة خطأ مقصود أو غير مقصود في التعامل مع رقم الضرائب على المنتجات، أي ضرائب المبيعات والجمارك، حيث بينت القوائم أن الضرائب لم تنقص بل زادت بنسبة 8ر13% بالأسعار الجارية وانخفضت ويا للعجب بنسبة 4ر7% بالأسعار الثابتة، وهو أمر مستحيل الحدوث، ذلك أن الرقم بالأسعار الثابتة كان يجب أن يظل موجباً بنسبة 10% على الأقل باستخدام المخفض البالغ 7ر2%، الأمر الذي يرتفع بالنمو بالأسعار الثابتة إلى أكثر من 5ر3%.

لو قامت دائرة الإحصاءات العامة بتصحيح الخطأ الصارخ، واعترفت بأن النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة خلال الربع الأول من السنة كان فوق 5ر3%، فربما كان صندوق النقد الدولي سيعيد تقدير النمو عن السنة بأكملها ليرفعه بدلاً من تخفيضه، وكان وزير المالية لا يضطر لإعادة تقدير رقم النمو باتجاه تراجعي، وما يعنيه ذلك من إعادة النظر في المؤشرات الأخرى لهذه السنة، وخاصة الإيرادات والنفقات ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي.

للمرة الثالثة نعود إلى هذا الموضوع الحيوي، فهل تقوم الإحصاءات العامة بتصحيح الخطأ الواضح أم تواصل الصمت؟!.

بقلم: فهد الفانك

21‏/07‏/2010

انتخابات بنكهة القهوة!!

قرأت خبراً مفاده أن زيت الزيتون يكافح امراض القلب وتصلب الشرايين!!.

الخبر مفرح لأننا في الاردن والمنطقة نتناول زيت الزيتون في وجباتنا الغذائية باستمرار, ولكن ما نخشاه هو أن تزيد نسبة استهلاك الزيت كدواء فترتفع اسعاره بزيادة غير مبررة من قبل التجار او ان تفرض الحكومة ضريبة جديدة على زيت الزيتون.. ويصبح زيت الزيتون من الكماليات او المواد المحظوظة التي لا يتناولها سوى فئة ما فوق الطبقة المتوسطة تصاعديا.

وعندما كنت اقرأ عن فوائد زيت الزيتون, لفتت نظري صورة منشورة للرئيس سمير الرفاعي يتحدث الى احد التجار في مدينة اربد الى جانب كومة من البن المحمص, واعتقد ان الحديث كان يدور حول الاسعار والانتخابات معا, خصوصا ان الرئيس الرفاعي هو القائل بأن الحكومة الغت الاعفاء الضريبي على البن (القهوة), كما فرضت ضريبة على البنزين, وفي الحالتين زادت اسعار السلعتين على المواطن واثرت سلباً على ما في جيوبه من مال تتناقص قدرته الشرائية امام ارتفاع الاسعار في الاسواق, والتي نخشى ان تواصل الارتفاع في شهر رمضان رغم تطمينات الحكومة!!

وبالنسبة للقضية المهمة الاخرى التي شغلت بال الحكومة في جولات الرئيس هي مسألة الانتخابات التي تطبخ الآن على نار هادئة رغم ارتفاع اسعار الوقود, وارجو ان تكون انتخابات نزيهة وشفافة وبنكهة القهوة أيضا, فأنا اخشى أن تأخذ كاسات الشاي مكان فناجين القهوة في امسيات شهر رمضان حيث ستكثر وتزداد وتزدهر السهرات الانتخابية التي أتمنى ان تنتهي كلها على خير وبعيدا عن العنف و"الهوشات" العائلية.. التي اصبحت ظاهرة مجتمعية بديلة للحوار الديمقراطي وروح التسامح في المجتمع المحلي..

وعلى صعيد شخصي انا مسرور بالانتخابات النيابية, لأن وجود مجلس نواب ضرورة تشريعية رقابية سياسية اقتصادية مجتمعية, مهما كان رأي الآخرين به, فلا يوجد شعب في الكرة الارضية يبتهج بحل مجلس النواب وتغييبه, لأن القاعدة الديمقراطية الاولى تؤكد ان غياب مجلس النواب هي حالة فراغ تغري السلطة التنفيذية بالتغول والاستبداد, وهذا هو رأي الفيلسوف البريطاني جون لوك الذي تحدث عن فصل السلطات قبل اكثر من 300 عام وهو صاحب كتاب "رسالتان في الحكم" الذي تضمن آراءه التي تقول ان الوظيفة العليا للدولة هي حماية الحرية وان على الحكومة الحفاظ على حقوق الشعب وحريته...

يبقى ان اهمس للرئيس باصدار تعميم للمسؤولين بالتوقف عن استخدام عبارة "انتخابات نزيهة وشفافة" لأن تكرارها احدث شيئا من التشبع الذي يبعث على القلق والشك عند المواطن, ولأن هذه العبارة اصبحت وسيلة للدعابة والتندر والمرح في الشارع السياسي الخبيث كما في الشارع العادي البريء أيضاً!!

بقلم: محمد كعوش

11‏/07‏/2010

عندما يحاضر زعيم الفساد عن النزاهة

كتبت الخاطرة المرفقه منذ أشهر...وذلك عندما وردني خبر مفاده أن احد كبار المتنفذين المعروفين "بعدم استقامتهم " يقوم بالقاء المحاضرات والندوات وعقد اللقاءات الحوارية وفي وسائل الإعلام المختلفة حول "النزاهة " وفي مناطق متفرقة في المملكة... وعلى طرافة الخبر، إلاّ انه أثار فيَ بعض الشجون والخواطر... فبالإضافة لكون هذا الامر بعيدا كل البعد عن الحقيقة والمنطق، إلا إنيّ اعتبرته أيضا إمتهانا لذكاء وكبرياء كل أردنيّ وأردنيّة على ثرى هذا الوطن الغالي، ومبررا كافيا لمحاولة التصدّي لهذا الزّيف والصّلف... وما أن أنهيت مقالي وهممت بإرساله إليك في ذلك الوقت، حتى تشكلت الحكومة الحالية... وجاء أحد محاور عملها الرئيسة، وبتوجيه من سيدّ البلاد، محاربة الفساد. تلاها اتخاذ عدة إجراءات حكومية في هذا المجال... فآثرت عدم نشرها في ذلك الوقت حتى لا يساء فهمها وتوجّه في غير وجهتها.

أما الآن وقد مرّت الَشَهور، أعتقد انه من الملائم نشرها مع بعض الإضافة التي تأخذ بعين الاعتبار الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بهذا الشأن ومنذ تشكيلها...:

يعبق بلدنا الحبيب بإنجازات كثيرة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية سواء أكانت في التعليم أو الصحة أو البنية التحتية أوالأمن و الأمان وغيرها كثير... بنتها ومازالت تعزّزها القيادة الهاشمية الحكيمة و نشامى و نشميات هذا الوطن الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وخدموا هذا البلد وقيادته وشعبه بكل إخلاص ونزاهة وتفان... المسيرة لم تكن سهلة ويسيرة والتحدّيات الداخلية والخارجية كانت و ما تزال كبيرة... إلا أن اصطفاف الشعب حول قيادته وجهود المخلصين من أبناء الوطن مكّنته من اجتياز معظم هذه التحديات... ولكن يبقى هناك تحدّ رئيس لم نستطع لغاية الآن التعامل معه بنجاعة... تحد كان و مازال العائق الأكبر أمام دفع عجلة التنمية الاقتصادية والإجتماعية للمستوى الذي يطمح له جلالة الملك المعظم... تحدّ يعد المانع الأبرز أمام جذب الاستثمارات والمساهم الأكبر في ازدياد الفقراء فقرا وتفشي ظاهرة البطالة للمستويات التي نشهدها الآن... ألا وهو تحّد الفساد.

فعندما يمارس الفساد في أي بلد فهو مصيبةٌ تنخرُ في مقوماتها... و لكن عندما يكون هذا البلدُ بلدا ناميا محدود الموارد تكبر المصيبة ويعظم أثرها... وعندما يكون الفاسدُ مسؤولا عاملا أو سابقا تتجذر المصيبة وتتأصل ويصعب إجتثاثها... أما عندما يدعي هؤلاء المفسدون النزاهة ويلقون المحاضرات والندوات ويتحدثون في الجلسات واللقاءات عنها فإن المصيبة تتجاوز كل حد إلى درجة الإهانة المباشرة لعقول وأذهان كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن... فالفاسدون يعلمون علم اليقين أنهم فاسدون... بل أنهم زعماء الفساد ورؤساؤه ومحركوه... ونحن نعلم أنهم فاسدون... وهم يعلمون بأننا نعلم بأنهم كذلك... اذا كيف يفكر هؤلاء... وما مدى الصّلف الذي وصلوا إليه بأن يحاضروا على هذا الشعب الطيب حول موضوع هم أبعد ما يكونوا عنه.

عتبي ليس على "زعماء الفساد " الذين حاضروا ويحاضرون عن النزاهة... عازفي الطبل والمزمار... فإن لم تستح فاصنع ما شئت... ولكن عتبي على من حضر محاضرة هؤلاء واستمع وابتسم وصفّق... عتبي على من لم يسأل عن ثرواتهم الآن وكم كانت قبل توليهم المنصب لأول مرة وكيف حدث هذا... أهي الارث ام العمل الخاص المشروع؟!!! عتبي على من لم يقف مجاهرا الفاسد في وجهه بأنه فاسد وبأننا جميعا نعلم تاريخه وبأنه فاسد...

في الدول التي تحترم ذاتها عندما تدور شبهة الفساد حول مسؤول عامل أو سابق، متمثّلة في الازدياد المفاجئ والملحوظ في الّثروة غير المبرر بإرث أو عمل خاص مشروع، يحدث أمران أولهما رسميّ والآخر شعبيّ. أما الرّسمي فيكون من خلال رفع الحصانة عن من تدور حوله شبهة الفساد (وهذه هي الخطوة الأساس) ليتم التحقيق معه من قبل النائب العام أو الجهة المختصّة بالتحقيق، ويتم التحفظ على أمواله المنقولة وغير المنقولة وأموال زوجه وأقاربه من الدرجة الأولى وأزواجهم لحين الانتهاء من التحقيق، فإذا انتهى التحقيق بجمع ما يكفي من الأدلة يحوّل للمحكمة المختصّة ليحاكم وإذا انتهت المحاكمة بالإدانة يتلقى الفاسد العقوبة الملائمة بالسجن والغرامة.

أما الجانب الشعبيّ فهو أقوى وأعظم، إذ ينبذ الفاسد أو المشتبه بفساده كليا من قبل مجتمعه... رسالة مدوية يوجهها له مجتمعه بأن المواطن العادي لا يقبل بفساده ويعتبر الفاسد جسما دخيلا عليه يرفضه وينبذه... و حتى لو لم تتم إدانة الفاسد بسبب "فهلوته " وإدراكه التام لفنون الفساد وكيفية ممارسته دون أن يضبط، ينبذه مجتمعه، ولا يتعامل معه بأي شكل من الأشكال ليعلمه بان المواطن العادي يعلم بفساده... و إن الفاسد بفساده إنما يتعدى على قوت هذا الشعب ومستقبل أبنائه... الأمر الذي يرفضه المجتمع ولا يقبله.

أما في الدول التي مازالت لا ترتقي في ثقافتها وممارساتها للتعامل مع هذا التحدي إلى المستوى المطلوب، تكون النتيجة معاكسة تماما... فعلى المستوى الرسمي، لا يكتفي بعدم معاقبة الفاسد على فساده بل يتم تجاوز ذلك بأن يرتقي الفاسد في سلمه الوظيفي قافزا قفزات كبرى تمكنه من تبؤ أعلى المناصب متسلحا بفساده ومعرفته المحكمة بأصوله وطرقه وفهلوته ولسانه وتهريجه وتصنعه وتمثيله... أما على المستوى الشعبي فيجد الفاسد بعض النفاق أو الاحترام المصطنع من بعض ذوي النفوس الضعيفة مما يغذي عقدهم وشعورهم بالنقص والنشوة المصطنعة بالانجاز والزّعامة الزائفة. واقعٌ مريرٌ ناجم عن نظام رسميّ وثقافة مجتمعية لا تحارب الفساد بالشكل الكافي، بل تشجعه وتدعمه في كثير من الأحيان... بقصد أو بغير قصد...

إذا وفي ضوء هذا الواقع المرير والمهدد لمستقبل أبنائنا وبناتنا ومستقبل وطننا، فما هو المطلوب وما هو الحل...

جلالة الملك المعظّم، وفي خطاب التكليف السامي لدولة السيد سمير الرفاعي وكافة خطبة وكلماته وتوجيهاته منذ ذلك الوقت وأخرها كلمته الجامعة بمناسبة عيد الجلوس الملكي وعيد الاستقلال وذكرى الثورة العربية الكبرى، يطلقها صرخات مدوية واحدة تلو الأخرى، غير قابلة للتفسير أو التأويل، بأنه يرى في الفساد تحدّ رئيس لمستقبل هذا الوطن. تحدّ ذي أولوية يجب التعامل معه بكل جدية حرصا على الوطن ومقدراته ومستقبل أبنائه. آمرا الحكومة بان تتخذ كافة الإجراءات الفعلية على ارض الواقع والكفيلة باستئصال هذه المعضلة من جذورها.

الحكومة، والتي نامل لها كل النجاح والتوفيق بإذن الله، وانصياعاً لأوامر جلالة الملك المعظم، بدأت عملها بإرسال عدة إشارات ايجابية جدا في هذا المجال، كان أولها زيارة الرئيس المكلف لدائرة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة خلال الأيام الأولى من توليه مهام مسؤوليته، وإشهار ذمته المالية أمام دائرة إشهار الذمة المالية في وزارة العدل بالإضافة الى صياغة وتوقيع ميثاق الشرف الحكومي من قبل كافة أعضاء الحكومة. فاتحة خير وبركة ورسائل قوية من الحكومة بانها تنوي التعامل مع الموضوع بكل جدية.

وعلى اهمية وجدّية وايجابية هذه الإجراءات، الا انها حتما غير كافية وحدها لمعالجة هذه الظاهرة. فحتّى لا يقال بان هذه الإجراءات إنما هي إجراءات إعلامية ودعائية فقط وتأتي ذراّ للرماد في العيون وعلى استحياء واستجابة للتكليف السامي في حده الأدنى، يجب على الحكومة ان تستثمر دعم سيد البلاد و الزخم الشعبي المتولّد في هذا المجال وان تتبع خطواتها الايجابية الأولية بخطوات فعلية جادّة لمعالجة المشكلة من جذورها. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات قيام الحكومة بتكلبف هيئة مكافحة الفساد، أو تشكيل لجنة قضائية / حكومية، "لجمع المعلومات وتقصي الحقائق " حول الثروة المالية لكافة رؤساء الحكومات والوزراء السابقين وعوائلهم المقربين، داخل الوطن وخارجه، مع تبرير هذه الثروات ومصادرها (الارث او العمل الخاص المشروع) وتتبعها تاريخياً للوصول والتحقق من متابعها الأصيلة، على ان تنهي الهيئة / اللجنة عملها خلال فترة زمنية محددة وان تنشر نتائجها على الملأ ويتبعها إجراءات محددة للتحويل الى النيّابة العامة والتحقيق عند عدم توفر المبرر الكافي المشروع لهذه الثروة. فسياسة "الصفح عما مضى " لهي من أشدّ السياسات الناخرة في مصداقية ايّة حكومة. وفساد الأمس نتحمل أثاره وتبعاته اليوم وسيتحمل أبناؤنا وزره غدا... يمكن للحكومة ان تفعل كل ذلك لتكون بذلك القدوة و لتؤسس نهجا وعرفا لكافة الحكومات التي ستليها بأن تحذو حذوها عند تشكيل الحكومة وعند انتهاء خدمتها...

المعادلة سهلة وواضحة وبسيطة، فالحكومة، ايّة حكومة، وبغضّ النظر عن الدعم الذي تتلقاه من أي كان، داخليا او خارجيا، لن تتمكن من الحكم الا بثقة الشعب بها. وهنا ليس المقصود "الثقة النيابية " على أهميتها، ولكن المقصود "الثقة الشعبية " المباشرة بأي رئيس وحكومته. هذه الثقة التي تستند بشكل رئيسي على المصداقية المبنية على التاريخ وما يحويه من ذاكرة الأفعال والمواقف والممارسات والسمعة، وعلى الحاضر وما يشكله ويصوغه من إجراءات فعلّية على ارض الواقع. وان كانت الحكومة لا تستطيع السيطرة على التاريخ و ما جرى في غابر الزمن، إلا إنها تتحكم في الحاضر وتستطيع إدارة الأزمة، والفساد هو الأزمة الكبرى، للتخفيف من الضرر الذي جرى او حتى قلبه الى نتائج ايجابية ملموسة في المستقبل بإذن الله.

حقيقة الأمر انه وان كان جل الرؤساء والوزراء السابقين والحاليين نزيهين، إلا أن البعض منهم ليس كذلك.... وحقيقة الأمر أيضا بأن "الثقة الشعبية " التي تضفي الشرعية الأخلاقية للحكومة وتمكنها بالتالي بأن تحكم، ثمنها غال جدا، وان الحكومة، اية حكومة، لن تستطيع الحصول على تلك الثقة الا بدفع هذا الثمن والمتمثل بإعادة الحق الى أصحابه واسترداد أموال الشعب المنهوبة كي يتحقق النمو والازدهار للجميع وينعم ويتمتع بها أبناؤنا وأحفادنا جميعا وليس فقط أبناء وأحفاد تلك الفئة التي سالت لها نفسها الاعتداء على المال العام. وحتى يتأتى ذلك اليوم فلن تكون هنالك مصداقية لأية حكومة وبالتالي لن تكون هنالك ثقة شعبية بها. وستكون الحكومات المتعاقبة ومن وجهة نظر المواطن العادي البسيط، أجساماً هزيلة، قليلة الحيلة، معدومة المصداقية وغير مؤهلة لان تحكم.

أما مجلس الأمة، والذي يترأسه حاليا أحدا أكثر الرؤساء نزاهة واستقامة ودماثة وخلقاً، فهو ملزم أيضا بإعطاء هذا الموضوع جل اهتمامه... ويكون ذلك بتطبيق قانون براءة الذمة المالية على نفسه، بإقرار السادة الأعيان والنواب لذممهم المالية أمام سيد البلاد وأمام الشعب الذي انتخبهم ... كما يجب على المجلس أن يضع ميثاق شرف يؤسس لمنظومة القيم التي يجب أن تحكم عمله وتمكنه من محاسبة أي نائب أو عين تخول له نفسه الحنث باليمين الذي أقسمه على نفسه، بالمحافظة على الدستور والقانون وذلك باستغلال ما منح من سلطات وصلاحيات دستورية لممارسة الفساد.

الإعلام... السلطة الرابعة ... صوت الأمّة... عليه مسؤولية كبرى بتوجيه وتشكيل وتطوير الثقافة المجتمعية حول هذا الموضوع. نريدها حملة ممأسسه و ممنهجة شاملة ومكثفة لنشر الوعي و محاربة الفساد . حملة موضوعية تتسم الدقة وتبتعد عن التهويل... حملة لا يكون هدفها تدمير وتشويه السمعة أو التشهير أو اغتيال الشخصية أو التجني أو زيادة المبيعات أو جلد الذات أو التنكر لإنجازات الوطن... فإنجازات الوطن كثيرة وعظيمة بناها وعزّزها شرفاء هذه الأمة... يجب إبرازها والتركيز عليها قبل التطرق لأي سلبية أو شائبة تعيق المسيرة ... حملة منظمة ومستمرة هدفها خالص لوجه الله تعالى ومصلحة الوطن والولاء للعرش الهاشمي المفدى بالملاحقة الموضوعية للفساد والمفسدين دون كلل أو ملل ... حملة تدفع الحكومة ومجلس الأمة على حد سواء للتعامل مع هذا الموضوع بجدية و إعطائه الأولوية وتساهم ايجابيا في تغيير وتوجيه الثقافة المجتمعية اتجاه الفساد وطرق التعامل مع الفاسدين .

أما الفاسدون، رويبضة هذا العصر ، فأقول لهم أنني بحق أشفق لحالكم... غِيّكم وتكبركم خيّل لكم أنكم استطعتم تحقيق كل شيء... المال الوفير... المنصب الرفيع ... اللقب المميز... الجاه واحترام الناس ... الإرث والذكريات... بينما انتم في واقع الحال لم تحققوا أي شيء... فمالكم غير الحلال لن يسعدكم أو يسعد ذريتكم... بل على العكس تماما، سيكون مصدر تعاسة وشقاء لكم ولهم في الدنيا وفي الآخرة ... المنصب واللقب... مظاهر خادعة إلى زوال ... الجاه واحترام الناس ... جاه مصطنع فارغ غير مستند لأي أساس متين كالتاريخ و دماثة الخلق والعمل الصالح وحب الناس والمعاملة الطيبة وطهارة الجانب وعفة اللسان... واحترام مصطنع من بعض مبني على نفاق لتحقيق مصالح آنية ... إرثكم... فساد وإفساد في الأرض... بذاءة في الخلق والقول والفعل... وذكرياتكم... قاتمة... زائفة... مصطنعة... منقوصة... وناكرة للفضل والجميل... كنتم صغاراً وستبقون صغاراً مهما تبوأتم من مناصب أو حصلتم على ألقاب او تقدم بكم العمر ... خسرتم الله و خسرتم احترام الناس (هذا إن كنتم كسبتموه أصلا) وخسرتم أنفسكم... إما أن تنهض الأمة لتحاسبكم على ما اقترفتم بحقها أو أن تنعموا بكسبكم غير الحلال فيما تبقى لكم من عمر على هذه الدنيا لتحاسبوا على ما اقترفتم يوم لا ينفع وقتها لسان سليط أو تهريج أو تصنع أو تمثيل أو كذب... يوم لن تجدوا من يترحم عليكم عندما لا تنفع إلا الرحمة ... فهنيئا لكم "انجازكم "... هنيئاً لكم زرعكم و هنيئاً لكم ما ستحصدون .

بقلم: د. أحمد ذوقان الهنداوي

30‏/06‏/2010

للمعلم في خاطري .. خواطر



يا صديق .. من وحي عظم الرسالة أقرأ عليك إنك في دفتر المجد قلمٌ ودفتر، واستميحك عذراً يا سيدي وأنا أكتب إليك إن تكسّرت كلماتي أو شاع لحن بين معاني مفرداتي؛ فالكتابة إليك وأنا بعضٌ منك وكلي إليك كالكيّ بالنار، إن لامست مواطن الألم بمفاصل الجسد برئ الجسم من العضال وإن أخطأَت احترق الجلد وتكسر العظم فيمتد الألم حتى النخاع.

29‏/06‏/2010

الأردن وحق تخصيب اليورانيوم

وجد الأردن أمس مناصرا غير متوقع في جهوده السياسية الحثيثة لإقناع الولايات المتحدة بالذات بضرورة الحفاظ على حق الأردن ، كدولة محتوية على موارد اليورانيوم بتخصيب هذا المورد داخل الأردن ، وضمن المنشآت والمرافق العلمية الخاصة بنا بدلا من شرائه من الخارج. هذا المناصر كان الوزير الإسرائيلي السابق يوسي بيلين والذي كتب مقالا مهما في صحيفة نيويورك تايمز مطالبا الولايات المتحدة بمنح الأردن هذا الحق ومطالبا الحكومة الإسرائيلية بإيقاف محاولتها للضغط على الأردن ، مشيرا الى أن الحكومة الإسرائيلية تقوم حاليا بخلق عدو جديد لها وهو الأردن.

لقد سبق وكتبت مطالبا بالمزيد من الحرص والتدقيق فيما يتعلق بالآثار البيئية الناجمة عن مشروع الطاقة النووية الأردني ومطالبا بالمزيد من الشفافية والإفصاح عن هذه القضية الجوهرية ، ولكن هذا لا يمنع ابدا من المطالبة بتقوية سياسية وشعبية للموقف الأردني المطالب بحق تخصيب اليورانيوم والذي أكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني في تصريحات هامة نقلتها صحيفة وول ستريت جورنال الأسبوع الماضي وتابعتها الصحافة الإسرائيلية حيث عبر الملك عن انزعاجه من التدخل الإسرائيلي وطالب إسرائيل بأن "تهتم بشؤونها الخاصة" وتتوقف عن ممارسة الضغط على الإدارة الأميركية لمنع الأردن من التخصيب. نفس هذا الموقف كان قد عبر عنه مرارا الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية في مناسبات شتى.

الأردن موقع ومصادق على كافة المعاهدات الدولية الخاصة بالطاقة النووية والبلاد مفتوحة بالكامل أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهنالك مذكرة تفاهم وتعاون مع الوكالة من أجل الضبط الفني للبرنامج الأردني والتأكد من الالتزام بكافة معايير السلامة والأمن المتعلقة بإنتاج الطاقة النووية وإدارة المفاعلات ، وهنالك معاهدات تعاون مع 7 دول رائدة في مجال الطاقة النووية وفي واقع الأمر فإن البرنامج الأردني قد يكون مثالا على كيفية الحرص على تطبيق الشروط الدولية وهو يتعامل بانفتاح مع المعايير الدولية أكثر من المعايير المحلية ، ولكن هذه قضية أخرى،،.

حق الاستخدام الكامل للموارد الطبيعية يعتبر من الحقوق الأساسية في التنمية حسب كافة المعاهدات الدولية ، وحتى بالنسبة للموارد ذات التبعات العسكرية والأمنية مثل اليورانيوم وغيره فإن الدول كافة لها الحق في استثمار مواردها الذاتية من خلال مفاهيم السيادة الوطنية وهذا ما تتمتع به كل دول العالم التي تنتج اليورانيوم حاليا. ولكن الولايات المتحدة تتذرع بالوضع الأمني في الشرق الأوسط لمنع هذه الدول من تخصيب اليورانيوم وهذا ما فعلته في اتفاقياتها مع الإمارات العربية المتحدة ولكن الفارق هو أن الإمارات لا تمتلك اليورانيوم وبالتالي فإن الحالة تختلف عن الأردن والذي يبقى متمسكا بحقه في الاستفادة التامة من موارده الذاتية.

تقول الولايات المتحدة بأن الأردن شريك إستراتيجي للسلام في الشرق الأوسط ، وقد أكد الأردن هذا الموقف عمليا في عدة مناسبات تمسك فيها بخيار السلام وكان الأردن دائما الشريك الأهم لدعم الجهود الأميركية لإحلال السلام في المنطقة حتى ضمن سياق ومعايير لا تلبي كافة الحقوق العربية الشرعية ولكن كان الأردن دائما ينظر إلى اية خطوة بشكل إيجابي ويعمل على تقوية الفرص المتاحة بدلا من إغلاقها ، والاستجابة المطلوبة من الولايات المتحدة في هذا الصدد هي دعم حق الأردن في استخدام موارده الطبيعية ضمن معطيات السيادة الوطنية وعدم السماح لهستيريا الحكومة الإسرائيلية التي تقف حجر عثرة في طريق السلام بأن تحدد مواقف الولايات المتحدة في علاقتها الثنائية مع الأردن أما على الصعيد الوطني فنحن مطالبون جميعا بدعم الموقف الأردني السيادي في هذه القضية ، بشكل متواز مع أهمية الحرص على تطوير وتنفيذ البرنامج النووي بأدق تفاصيل الأمن والسلامة الصحية والبيئية التي يضعها العالم المتحضر على رأس الأولويات.



بقلم: باتر محمد وردم
المصدر: الدستور

الستارة تسدل قريبا على ملف مصفاة البترول.. استعدادات لكل السيناريوهات والصراع بعيدا عن القضاء


سيناريوهات متعددة تطال الأثار السياسية لختام مشهد قضية مصفاة البترول الاسبوع المقبل، فقبل يوم واحد من الجلسة المقررة الاسبوع الماضي للنطق بالحكم في هذا الملف الشائك استبشر المحامون خيرا لصالح موكليهم الاربعة حتى وصل الامر بالمحامي البارز احمد النجداوي باصدار تصريح يتوقع فيه حصول المتهمين على البراءة بسبب عدم وجود قضية كما قال.
صبيحة ذلك اليوم فاجأت المحكمة المتهمين والمراقبين الذين حبست انفاسهم بتأجيل النطق بالحكم لاسبوعين تقريبا حتى يتم تدقيق اوراق القضية قبل اقفالها في محكمة امن الدولة بصفتها جريمة اقتصادية.


معلشّ..

لو شيء لأرسطو طاليس «مؤسس علم المنطق» ان يعيش بيننا ومراقبة سياسة توزيع المياه ..لاتخذ منذ يومه الأول زاوية في شارع الملك فيصل وباع عليها «جرابات نسواني ومزيلات عرق» وهجر علمه وقواعده ونظرياته وتبرأ من أتباعه ومحبيه الى يوم يبعثون.

الموسم المطري للعام 2008-2009 كان سيئاً جداً..ومع ذلك مرّ الصيف بسلام دون ازمات حقيقية ..الموسم المطري للعام 2009-2010كان ممتازاً جدا..امتلأت السدود، ورويت الأرض، وجرت الأودية، و «ترعت» الخزانات، وتدفقت العيون، وزاد الضخ..ومتنا من العطش.

كيف لأرسطو طاليس أن يفهمها دون ان يقلب الطاولة علينا : في موسم الجفاف..نشرب، وفي موسم الأمطار نعطش.

.. مطر حزيران!

يمت يوم الجمعة والسبت وأمس الأحد حتى نكاد ننتظر الزخات الاولى من المطر!. و الذين يتذكرون لا بد وانهم يتذكرون المطر على اكوام القش ايام البيادر فحزيران كان دائماً رطباً، وكان الندى يملأ أوراق المقاثي والباميا والبندورة البعلية.. وكنا ونحن ننام على الاساطيح نفيق صباحا ووجوهنا مغسولة بالندى وشعرنا مبتلاً!!.

من اقتصاد الإدخار إلى اقتصاد الاقتراض أو الدَّيْن

الدولة الأردنية مَدينة بنحو عشرة مليارات دولار، والعامة – أفراداً ومؤسسات وشركات– مدينون للبنوك (تسهيلات وقروض...) بنحو عشرين مليار دولار.وبعبارة أخرى ما من رجل وامرأة في الأردن إلا مدين مباشرة لتمويل شراء شقة أو سيارة... أو بزنس، أوبصورة غير مباشرة كمواطن في دولة مدينة. وما من دولة في العالم ربما ما عدا النرويج إلا مدينة إلى شوشتها. وإذا كان الأمر كذلك – وهو كذلك – فمن الدائن؟ أم أن كلاً منها مدين ودائن معاً.

في رأي الأستاذ فيليب كوشمان – الأستاذ في كلية علم النفس المهني في بيركلي – عملت عدة قوى وعلى رأسها الإعلان والصناعات الاستهلاكية (التي تشعرك بالحرمان الدائم) على إفراغ النفس البشرية من محتواها لملئها باستهلاك متفاقم، فأنت اليوم مُهم أو موجود بمقدار ما تشتري أو تستهلك، أي بمقدار ما تملأ عربة التسوق التي تدفعها أمامك من بضاعة. وبما أن كلفة الرغبات تزيد عن كمية الدخل فقد تحول الاقتصاد من اقتصاد (إدخار) إلى اقتصاد إقتراض أو دَيْن لتمويل الاستهلاك.

لقد تمكنت الدولة الحديثة من السيطرة على الفرد والناس، ليس بالقوة فقط بل بخلق النفس الفارغة أو الجائعة إلى الاستهلاك أيضاً، أي بتحويل السلعة إلى حاجة (بالنق) الإعلامي او على الأصح الدعائي كما كان يؤكد المفكر الطليعي إيفان إليش. صارت هوية المرء كمستهلك ومتعة التسوق الاستعراضية تتقدم على هويته كمواطن ،وعلى متعته كمنتج. وقد استفادت ثلاث جهات من هذه النرجسية الديناميكية:

الدولة نفسها 2- صناعة الإعلان 3- صناعة التجميل واللياقة بما في ذلك صناعة العلاج النفسي، فكلها تعمل بموجب أيدولوجية النفس الفارغة وتتلاعب بالفرد. وكلها تربح من ذلك. وهكذا صارت أغنى أمة على وجه الأرض (الأمة الأمريكية) أكثرها فراغاً وأفراغاً للنفس في بقية العالم.

وفي لبنان مثلاً (الغد في 3/10/2009) انتقل الاهتمام بالجمال من الشابات إلى الطفلات بين خمسة أعوام وأحد عشر اللواتي صرن يذهبن أو يُؤخذن إلى مراكز التجميل (المخصصة) للأطفال لتقليم أظافر اليدين والرجلين وتلوينها باللون البنفسجي أو الزهري أو الأزرق، أو لعمل قناع من الشوكولاته للوجه الصغير، أو لتسريح شعورهن والجلوس على مقاعد ملونة ينتظرن دورهن. ومن المصادفات العجيبة أن إحدى صاحبات مراكز تجميل الطفلات متخصصة أصلاً في تصميم الإعلانات.»

وبهذه النقلة أو الانتقال السريع من الطفولة البريئة تنضج الطفلات مبكراً (ويصبحن بالغات جنسياً) كما يقول عالم النفس الشهير ديفيد إلكيند، ويتعرضن إلى ما تتعرض له الفتيات بعد البلوغ. ترى هل مجتمعاتنا مستعدة لنتائج مثل هذه النقلة المغتعلة التي تعاني منها أمريكا (وأوروبا) أشد المعاناة؟ « إن التاريخ معلم جيد ولكن يوجد – دوماً – طلبة أغبياء فيكررونه» بدلاً من أن يتعلموا منه فلا يفعلون؟



بقلم: حسني عايش
المصدر: الرأي

عشرات القضاة ينتفضون ضد وزير العدل

وزير العدل يحاول الالتفاف على القضاة أعلاميا ويسعى الى لقاء مع كتاب الصحف وتوقعات بمقاطعته

ويتناقل محامون وقضاة روايات عديدة عن الحضور الطاغي لدور وزارة العدل....

كلما قل حجم استقلالية القضاءكلما زاد الظلم وعمت الفوضى في البلادوعلى حساب العدل والعدالة، فقضاؤنا بخير وقضاتنا فيهم الخير الكثير وبشهادة جلالة سيد البلاد ادامه الله ويكفي بان كل قاضي يعمل عن ثلاثة قضاة في هذا البلد الحبيب فعلى معالي الوزير ان يكحلها بدلا من ان يعميها .....

بداية هذه العناوين والجمل قرأتها في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية ... ولفت نظري .... ويسعى الى لقاء مع كتاب الصحف وتوقعات بمقاطعته ....

حكومة رفع رباعي 4x4


وزير النقل يصرح بأن الحكومة ماضية بتطوير قطاع النقل العام من خلال برنامج متكامل يتم تطبيقه على مراحل، مشيرا إلى أن الحكومة تفكر بتقاضي رسوم على استخدام الطرق الخارجية خصوصا الطرق الدائرية الجاري إنشاؤها في محافظات المملكة.
لقد أصبح عرفاًً لدى المواطن الأردني بأن الحكومة إذا فكرت فقد قررت و كان ذلك عليها حتما مقضيا، لذا فعلينا اللجوء إلى إيجاد طرق بديلة و استعمال الطرق الترابية، و الممرات المتواجدة في الوديان تخفيفاً للأعباء المالية.
ثم أسأل الحكومة: هل تطوير قطاع النقل العام واقف على تقاضي رسوم على استخدام الطرق الخارجية، و هذا هو التطوير المنشود؟، أين المواضيع التي تهم المواطن من تطوير قطاع النقل العام؟ وزير المالية يصرح حول مدى فرض ضرائب على السلع الأساسية أو إلغاء الإعفاءات الممنوحة لهذه السلع ضمن البرنامج الوطني للإصلاح المالي والاقتصادي والاجتماعي، و يؤكد التزام الحكومة بإعفاء السلع الأساسية الاستهلاكية من الرسوم الجمركية وضريبة المبيعات، بهدف المساهمة في تخفيض أسعار هذه السلع في السوق المحلي للمواطنين، على الرغم من أن هذا الإعفاء سيكلف الخزينة العامة حسب فرضيات الموازنة الملايين، وذلك حفاظاً على مستوى معيشة المواطنين من الفئات الفقيرة والطبقة الوسطى.

و هنا أسأل الحكومة: ما هي السلع الأساسية الاستهلاكية المشمولة في هذا العرض؟ و لماذا لا نلمس تخفيض أسعار هذه السلع في السوق المحلي؟ و هل مازالت الطبقة الوسطى موجودة في مجتمعنا أصلاً؟، تتحدث الحكومة عن الإعفاء الذي سيكلف الخزينة العامة ملايين الدولارات و لا تتحدث عن الأرباح التي تحققها من تعديل أسعار المشتقات النفطية على سبيل المثال لا الحصر.
وزير الصناعة والتجارة يصرح بتعديل أسعار المشتقات النفطية ، حيث يبدأ تطبيق الأسعار الجديدة بعد رفع الضريبة عليها ، فبعد ما استبشر المواطن خيراً بنزول النفط عالمياً مما سيرافقه نزول أسعار المشتقات النفطية محليا -" و لا حتى تحلم فيها"ً- ، يفاجأ المواطن بهجمة مرتده من الحكومة على قاعدة "اللي اخضناهن من خد صباح حطيناهن بـِ ..... عبدالفتاح" بتعديل الضريبة.
لماذا لا تحاول الحكومة معالجة عجز الموازنة عن طريق تخفيض النفقات، وتشديد الرقابة على المال العام؟، لماذا تستمر الحكومة بممارسة السياسات الاقتصادية غير العادلة والتي تحابي الأغنياء على حساب الفقراء، وتعفي البنوك وشركات التامين من الضرائب والرسوم وتضعها على الفقراء؟.
لقد بات واضحاً أن عجز الموازنة العامة جاء نتيجة لقيام الحكومات بتضخيم نفقاتها وإتباع سياسة الخصخصة ،وإنشاء العديد من المؤسسات والهيئات المستقلة، ومضاعفة رواتب موظفيها مقارنة برواتب الموظف العام، مما أوصل الموازنة إلى عنق الزجاجة، فلماذا لا تبدأ الحكومة بنفسها، فتشد مئزرها و تحاسب نفسها و تصلح أمورها أولا؟ ترتفع وتيرة الاستعدادات للموسم الرمضاني القادم من مختلف القطاعات الغذائية التي ترى في الموسم الرمضاني فترة استهلاك ذهبية لا ينافسها موسم آخر، لماذا لا تفرض الحكومة الرقابة الصارمة و المشددة على التجار حفاظاً على مستوى معيشة المواطنين من الفئات الفقيرة ؟!، أم أن هذا ليس من اختصاصها، و لماذا تتركنا لقمة سائغة و فريسة سهلة لطمع و جشع و استغلال بعض التجار؟ ، و لماذا لا تحاول إيجاد أسواق بديلة شاملة تشرف عليها هي؟.
حكومتنا الرشيدة ذات رفع رباعي، ثمانية "سلندر"، عداد مفتوح، بور، فتحة بالسقف، سيستم، و عجلات مجنطة، و مقاعد مكندشه، لا يناسبها الا بنزين "أوكتان "95 ، بقي السؤال عن الفحص الفني لها، فهل يا تُري اربعة جيد أم أنها خالي قص قلابان؟!! عطاري الفحص الفني ونتيجة لرفع الأسعار، أصبحت أوضاع المواطنين كمايلي: المواطن اللي ماشي حاله هالايام فحصه الفني دقات، واللي نص ع نص مضروب و مصلح، و الباقي ايله الله. 

بقلم: عبدالله درادكه
المصدر: خبرني

فعل الأردن الصواب

مصادر صحفية قالت ان الاردن رفض عرضا اسرائيليا لتقديم مساعدات تقنية تساعده في تطوير برنامجه النووي للاغراض السلمية ..

هكذا يبرهن الاردن على وعي حقيقي باغراض محاولة اسرائيل للتسلل من خلال خبرائها ومخابراتها الى المنشآت النووية الاردنية ..وهي التي عطلت امتلاك الاردن لاي برنامج تكنولوجي منذ عقود .

اسرائيل في سياسة ديماغوجية كاذبة تريد ان تظهر بمظهر الدولة الصديقة للاردن في حين انها تحيك الدسائس واشكال التآمر الخبيثة لاثارة الفتن ولزعزعة الامن والاستقرار في هذا البلد الذي يملك التجارب و المعرفة الغنية بسياسة اسرائيل منذ قيامها في فلسطين العربية حتى اليوم..

اسرائيل لم تظهر للاردن وللشعب الفلسطيني وللامة العربية والاسلامية سوى اصناف العداء والاحقاد السوداء..

وقد تعاطت مع الاردن بصورة خاصة ومع الشعب الفلسطيني بصورة اخص بكل اشكال المكر والخديعة والمراوغة..

وبرهنت الايام على ان لاسرائيل اطماعا توسعية في جميع الاراضي الفلسطينية ..وكذلك في الاراضي والمياه العربية..

اسرائيل ترفض الالتزام باستحقاقات السلام الذي يقضي باعادة الاراضي والمياه والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولسوريا وللبنان.. وترفض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وممتلكاتهم ..

اليمين الاسرائيلي العنصري يريد تهويد فلسطين من البحر الى النهر ، ويريد تهويد مقدساتها الاسلامية والمسيحية ..

اليمين الاسرائيلي المتمثل بحزب الليكود وبحكومة نتنياهو وباحزاب عنصرية اخرى ، يرى في الاردن وطنا بديلا للشعب الفلسطيني الذي لا يرضى بديلا لفلسطين..

تزعم اسرائيل بانها صديقة للاردن وانها مستعدة لتقديم خبراتها للبرنامج النووي الاردني للاغراض السلمية ..

وهنا نتساءل : اذا كانت الاردن صديقة لاسرائيل وكذلك مصر ، واذا كانت اسرائيل تحرص على تحقيق السلام مع سوريا ومع لبنان ، فلماذا تعمل على تطوير برنامجها النووي للاغراض العسكرية.


بقلم: سلامه العكور
المصدر: عمون

مياهنا ومياههم!!

قرأت باهتمام بالغ، عن مشروع التحفيز في مجال المياه، وتقييم المشاكل "السلوكية" في تعامل الناس مع هذا القطاع، والذي أعلنت عنه وزارة المياه والري؛ بهدف بناء خطة عمل، لتعديل تلك "السلوكيات"، خلال فترة تستغرق أربعة أعوام.
كما لفتت انتباهي دراسات سابقة للوزارة، توضح أن "سلوكياتنا"، تهدر 40 % من المخزون المائي في الحمامات والاستحمامات، فيما تضيع 45 % على ري "الحديقة"!
تتحدثون عن السلوكيات؟ اسمحوا لي أن أدلو بدلوي بهذا الشأن، وكما أراه
من وجهة نظر (ثانية) ...
1. أكثر من نصف سكان الأردن، يصلون الآن الفجر حاضرا، يوما واحدا على الأقل في الأسبوع، إبان انتظارهم الطويل للمياه، المقرر وصولها رسميا، في الثانية عشرة ودقيقة بعد منتصف الليل. وهم يسلون أنفسهم، بمناوبات النوم والاستيقاظ لأفراد العائلة البالغين. وبالالتصاق بالعين السحرية، لمراقبة تحركات الجيران إلى سطح العمارة، والتي ربما تشي عن تحركات غير مقبولة، حول خزانات المياه، لها علاقة برفع العوامات سرا، واستخدام "بربيش" مقطوع، في عملية شفط ونقل مياه خزان الجار المغترب في السعودية، أو ربما إغلاق مواسير التغذية المائية، عن باقي الخزانات، بهدف الاستفادة القصوى من ساعات الضخ الشحيحة!
2 . نجحت أخيرا وسائل الحكومة الرشيدة، في تحفيز المواطنين، على الاهتمام بالرياضة وممارستها، كسلوك حضاري جميل، بعد أن سجلت مسابقات الـ "تيلي ماتش" أرقاما قياسية، تتنافس عليها أحياء المدن الكبرى في الأردن. وتضم المسابقة فرقا لتعبئة ونقل أكبر قدر ممكن من "سطول" البلاستيك، وأخرى في سباقات الصعود والنزول، من وإلى أسطح العمارات، وثالثة في ممارسة رياضة روحانية مدهشة، أطلق عليها اسم "صبرا جميلا والله المستعان"!
3 . تمكنت المرأة الأردنية من تسجيل سبق سلوكي نوعي للغاية، حين استطاعت أن تتحايل على قصر عمر ساعات الاستفادة من المياه الممنوحة حكوميا، وذلك بعد أن قلبت مواقيت عمليات التنظيف، وخصوصا غسيل الملابس، حيث سجلت ساعات الفجر الأولى، أوقات الذروة في دوران الغسالات، وانتشار رائحة المنظفات، وما صاحبها من عمليات التسريع اللازمة في النقع والشطف و"البح" والنشر!
نعم يا سيادة الوزارة المصونة ... هذه بعض نماذج من سلوكياتنا المائية، والتي تصلح أن تكون دروسا في نشر وعي وثقافة "اللي بيجيش معك روح معاه"! بالله عليكم عن أي سلوكيات تتحدثون، ضمن معطيات القلة والإرهاق والعصبية، التي تتولد تلقائيا من القلق الدائم على شح المياه؟ هل تعتقدون حقا أن هدرا مائيا يمكن أن يسجل في بيوتات تحسبها بالقرش؟
وأعني هنا أغلبية البيوتات ... الأغلبية؟!
هذه التي تعرف، أن حماما زائدا على الحاجة، يمكن أن يكلفها ثمانية دنانير إضافية، ثمنا لمتر مياه من الشركة، مع احتمال ألا يصل أصلا .. هي نفسها التي يجلس أصحابها أمام شاشة التلفاز، يهزون رؤوسهم، موافقين على كل كلمة، عبرت عنها إعلانات ترشيد المياه، وكأنها موجهة لهم وحدهم!
هذه التي تعلمت الصبر وطول البال، من تجربة الاتصال مع شركة المياه، والسؤال عن موعد الوصول الميمون، وتلقي إجابات عجيبة من أمثال، "إذا مش عاجبكو .. استنوا مشروع جر مية الديسي"!
عجائب والله مقدرة علينا كل صيف، وحكايات تنفع لمسلسلات كوميدية، نسمعها من مواطنين مساكين، لا يلوون على شيء، إلا حسن الاستمتاع بالساعات القليلة للضخ، مواطنين لا ذنب لهم، إلا أنهم لا يملكون خلف بيوتهم ... حديقة!

بقلم: حنان كامل الشيخ
المصدر: الغد

التجار يصرخون

يجلسون أمام أبواب محلاتهم في سوق السكر يندبون حظا تعثر منذ وقت ولا يجدون من يساعدهم في تغيير أحوالهم، آخرون يغادرون المصارف وقد باءت جهود حثيثة للاقتراض بالفشل، بينما فريق ثالث من التجار يزور في سجن الجويدة زملاء كانوا قبل وقت قريب لاعبين في السوق لكن الشيكات المرتجعة قضت على مستقبلهم وحريتهم.

تلك الصور ليست كاريكاتورية بل حقيقية عن واقع غالبية التجار الذين يئنون تحت ظروف قاسية في العاصمة وخارجها، وبات يتهدد الكثير منهم شبح الخروج السريع من السوق.

ثمة صناعيون أيضا يشتكون من أضرار مباشرة تصيبهم بسبب الإفراط في الاستيراد دونما رقيب، حيث تعاني حاليا منشآت اقتصادية في قطاعات زيت الزيتون والورق الصحي وسلندرات الطباعة والجوارير المعدنية والاسمنت والجبس وغيرها من القطاعات؛ بسبب المنافسة غير العادلة، وتقوم حاليا مديرية حماية الانتاج الوطني بوزارة الصناعة والتجارة على دراسة تضرر تلك القطاعات.

بالقرب من تلك الشكاوى، يرصد تجار محليون حجم الخسائر التي لحقت بهم بسبب قرار إلغاء ضريبة المغادرة بين الأردن وسورية الذي بدأ تطبيقه منذ أكثر من ستة أشهر.

ففي الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي عبر حدود جابر الأردنية باتجاه نصيب السورية نحو 1.1 مليون فرد كما تشير بيانات رسمية، ويعد هذا العدد كبيرا وسببه الرئيس إلغاء ضريبة المغادرة التي كانت تستوجب في السابق دفع المغادر لمبلغ 8 دنانير لكل فرد وخمسة دنانير عن السيارة.

ومن هؤلاء من كان يغادر في الصباح الباكر ويعود في الليل، ولا يدفع الا خمسة دنانير لسيارة الأجرة التي تقله لعبور الحدود.

واذا استمر العدد على المتوالية نفسها فمعنى ذلك أن نحو 3.3 مليون أردني - نصف عدد السكان - سيعبرون الحدود من عمان الى دمشق خلال العام الحالي، وفي مقابل هذا العدد فإن عدد السوريين الذين يدخلون إلى الأردن لا يتقارب بأي شكل من الاشكال مع عدد الأردنيين الذين يزورون جارتهم الشمالية.

ولا يمكن إغفال حجم الأموال التي يتم إنفاقها في سورية على السياحة والمطاعم والفنادق والتجارة بكل أشكالها، والتي يبلغ متوسطها للعام الحالي نصف بليون دينار، بالاستناد الى رقم المغادرين المحتمل وضمن معدل صرف حجمه 150 دينارا للفرد الواحد، وهي الأموال التي تحرم منها محلاتنا وفنادقنا وتجارتنا بسبب تيسر الوصول إلى سورية ورخص الاسعار فيها، لاسيما في ظل فرق مستوى الحياة الاقتصادية بين البلدين.

مشكلة التجار المحليين ليست مع تلاشي كلفة السفر عبر الحدود الشمالية وحسب، فعلى طريق المطار، ثمة معارض لمنتجات دول عربية ومنها اخيرا معرض المنتجات المصرية، ويتساءل التجار لماذا تفتح الحكومة الباب واسعا امام منتجات الدول الأخرى للبيع المباشر في فترة الذروة بالنسبة للتجار، وهي شهور الصيف بعد انتظار طويل للمغتربين؟ لماذ لا تنظم تلك المعارض في شهور أخرى من السنة ؟ ولماذا لا تدعم الحكومة تنظيم معارض محلية لمنتجاتنا الأردنية ؟

منذ وقت قريب اقدمت الحكومة على توقيع اتفاقية للتجارة الحرة بين عمان وانقرة، وليس سرا ان قدرات الاقتصاد التركي تفوق بكثير القدرات الاقتصادية الأردنية، فمن المستفيد فعلا من توقيع هذه الاتفاقية تركيا أم الأردن ؟ وما حجم الصناعات والتجارة التي ستتدفق تبعا لتلك الاتفاقية من السوق التركي ؟

مشهد التجارة والصناعة المحلية ليس مقنعا بالاستناد إلى عدم التفات المخططين لمستقبل القطاعات الانتاجية والتجارية المحلية، واذا تم تجميع الصورة كاملة بين الحدود الشمالية وطريق المطار واتفاقيات التجارة الحرة التي توقع تباعا، فإن التاجر والصانع المحلي يبدو ضائعا في كل هذا بل ومتضررا.

ما سبق ليس دعوة للانعزالية او لتضييق التبادل مع دمشق والقاهرة وانقرة او غيرها، لكنه مساحة للتفكير بصوت عال في مصير التاجر والصانع المحلي الذي يعاني ويصرخ بسبب الانفتاح المفرط ولا يسمع صدى لصوته.

بقلم: حسن الشوبكي
المصدر: الغد

مصادر النعمة الاجتماعية

تتمثل النعمة الاجتماعية في قدرة الدولة والمؤسسات والسوق على صياغة الرضا الاجتماعي وتحويله إلى مورد للنفع العام، حينما تلتقي هذه الإطراف على مفهوم مشترك للنفع العام الذي يخدم السوق كما يخدم الدولة والمجتمع؛ إنها صيغة لإحلال النعمة الاجتماعية التي يمتلكها المجتمع ولا يتمتع بها إلا حينما تدخل في سياق التنظيم الاجتماعي الكبير؛ أي في خدمة الدولة ومجالها الاجتماعي الأرحب، وفي خدمة السوق الذي يتسع بالرفاه الاجتماعي وليس على حسابه.

سنوات الأزمات المتتابعة التي شهدها المجتمع الأردني ليست محصورة بالانعكاسات المتأخرة للأزمة المالية، بل في الاختلالات العميقة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والتي ارتبطت إلى جانب ذلك بتداعيات الحروب التي شهدتها المنطقة وأضفت بظلال قاسية على المجتمع الأردني وقدراته الاقتصادية والمعنوية، وأضعفت قدرة صانع القرارعلى المناورة الاجتماعية فيما أبدى المجتمع الأردني استعدادا واضحا على التكيف والمهادنة رغم موجات العنف وبعض التعبيرات الطارئة، ومع تراجع مصادر التهديد الطارئة يبدو واضحا حجم المعاناة والاستجابة الناضجة التي قدمها المجتمع الأردني والتي ربما سوف نشير إليها في المستقبل، باعتبار أنها نعمة اجتماعية.

لقد أصبح الانتقال نحو دور واضح ومحدد للدولة، بعد مرحلة من التشويه وعدم الوضوح، ضرورة وطنية يجب ان تنعكس في سلوك الدولة وخطابها، أي التوظيف الحكيم للنعمة الاجتماعية المتمثلة في الموارد المعنوية وفي قدرة المجتمع على التكيف والصبر والبحث عن البدائل، بعدما انتقل دور الدولة بهرولة من وظيفة الدولة الرعوية الأبوية إلى الدولة الحارسة للسوق ومصالحه، والدور المطلوب لا يعني ان تتراجع الدولة عن انفتاحها على العالم ولا ان تغير منهجها الاقتصادي. ما وصل إليه النموذج الأردني يحتاج تجاوز الأخطاء ومرحلة التجريب، أي الانتقال بالدولة نحو دور الضامن للتوزيع العادل للموارد على مختلف فئات المجتمع، قد يكون هذا الدور قريبا مما تحدث عنه عالم السياسة الكبير هارولد لاسويل عشية الكساد الكبير الذي ضرب العالم في مطلع الثلاثينيات؛ حول الوظيفة الأساسية للدولة "توزيع الموارد على الأفراد من يحصل على ماذا وكيف"، والانتقال من نظرية حقوق الأفراد التي يجب ان نكون قد تجاوزناها إلى العدل بين الفئات والمجتمعات المحلية.

النعمة الاجتماعية تتمثل بالقوى الجديدة، بكل ما تملكه من معرفة وطاقة متجددة، مع خبرات النخب الأخرى في عجينة اجتماعية وسياسية تلتقي حول أهداف كبرى، تتحول بفعل الإنجاز والزمن والتراكم إلى مسلمات وطنية، أهم مخرجاتها ما نسميه الدولة الوطنية، ومن يفعلها هم أولئك الذين يشكلون المجتمع القادر على إحداث الفرق التاريخي في مصادر القوة وحياة الناس . النعمة الاجتماعية قد تكون اكبر الموارد التاريخية وأفقرها، وما يحدد الغنى والفقر الطريقة التي نستثمر بها، حينما تتحالف الدولة مع السوق من أجل المجتمع ومن أجل أن ينتفع الجميع بالنعمة الاجتماعية، أو أن تتحالف الدولة والسوق على المجتمع، وهنا السؤال والفرق بين النعمة والنقمة.

بقلم: باسم الطويسي
المصدر: الغد

28‏/06‏/2010

اقرأوا تاريخ الأردن العريق



قبل خروج سيدنا موسى عليه السلام ببني اسرائيل من مصر بمئات السنين أي قبل ما يقارب أربعة الاف سنة كان في الأردن ثلاث ممالك هي مملكة العمونيين في عمان ومملكة المؤابيين في الكرك ومملكة الأدوميين في الطفيلة ,وللعلم فإن المؤابيين والعمونيين يرجع نسبهم إلى العرب الأموريين أما الأدوميين فيرجع نسبهم إلى العيص بن سيدنا اسحاق عليه السلام.

سيدنا موسى عليه السلام أنجاه الله وقومه من فرعون وتوجهوا الى سيناء وهم يريدون القدس ولكن بني اسرائيل تخاذلوا أمام العمالقة العرب فحولوا وجهتهم للذهاب الى القدس عن طريق الأردن ولكنهم مُنعوا أيضاً إلا أن سيدنا موسى عليه السلام تمكن من الوصول الى جبل نيبو قرب مدينة مادبا وتوفاه الله قبل دخوله القدس فأكمل المسيرة بعده سيدنا يوشع عليه السلام ودخل القدس وبقي بنو اسرائيل هناك.

في عهد سيدنا داوود عليه السلام عام 1000 ق.م تمكن من التغلب على جالوت ملك العمالقة العرب حسب قوله سبحانه وتعالى (وقتل داود جالوت) صدق الله العظيم. وبذا فقد مكنه الله جل وعلا من ضم الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان الى ملكه وأصبح ملك بلاد الشام كلها وهكذا في عهد سيدنا سليمان عليه السلام ولكن بعد ذلك عادت الدويلات كما كانت واستقلت عن بعضها البعض وعاد حكم المؤابيين للكرك وكان من أشهر ملوكهم ميشع المؤابي وكذلك العمونيون في عمان والأدوميين في الطفيلة.

الأشورييون تمكنوا من دخول الادرن واحتلاله في عهد ملكهم سنحاريب عام 705 ق.م ثم البابليون حيث هزموا الأشورييين ودخلوا الأردن وسبا نبوخذ نصّر وهو السبي المعروف وقُتل منهم الكثير عام 586 ق.م وهذه الحملات كانت تأتي من العراق .وبعد ذلك انتصر الفرس على البابليين واحتلوا الأردن عام 531 ق.م ثم اليونانيين وطردوا الفرس وضموا الأردن لمملكتهم في عهد الاسكندر المقدوني عام 334 ق.م وتكونت مدن الديكابولس في شمال الأردن ومنها مدن ابيلا وهي اربد وجدارا -ام قيس وديون وهي سوف وفحل وجرش وبنوا قلعة ماخيروس(مكاور) وفيلادلفيا عمان وتولى الحكم بعد وفاة الاسكندر المقدوني بطليموس فحكم مصر والسلوقيون وحكموا سوريا.

في عام 60 ق.م دخل الرومان الأردن وقسموا الأردن الى ثلاثة أقسام وهي مدن الديكابولس في الشمال ومملكة بيريا في الوسط ومملكة الأنباط في الجنوب الذين أسسوا مملكتهم قبل الرومان وعاصمتهم البتراء وسيطروا على التجارة مع الشرق ووسعوا مملكتهم حتى امتد نفوذهم في الأردن وفلسطين وأجزاء من سوريا..لكن الامبراطور تراجان الروماني سيطر على الأنباط وطردهم عام 106م وهكذا بقي الرومان في بلاد الشام حتى مجيء الاسلام وحدوث غزوة مؤتة عام 629م ثم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم عام 632م ثم أرسل الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه جيوشه لفتح بلاد الشام عام 634م وكان القائد الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة فاتح الأردن وطرد الروم منه لينعم بفيء الخلافة الاسلامية في عهد الخلفاء الراشدين فالأمويين فالعباسيين ثم أصبح الأردن تحت حكم الصليبيين عام 1107م الذين هزمهم الأيوبيون وطردهم من الأردن عام 1188م فالمماليك عام 1250م فالعثمانيين عام 1517م فالهاشميين عام 1920م وحتى وقتنا الحاضر ولله الحمد.

هذا مختصر سريع عن تاريخ الأردن مهد الحضارات منذ آلاف السنين والدول التي تعاقبت على حكمه ونشأت فيه مدن تاريخية يمتاز بها عن ما حوله من الأقطار فهذه مدن البتراء وأم قيس وأم الجمال وبيت راس وغيرها وهاهم الصحابة رضوان الله عليهم أحب الرجال الى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قد كرم الله الادرن بأضرحتهم زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبدالله بن رواحة وأبو عبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وضرار بن الأزور وغيرهم الكثير من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
أما مقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فهي منتشرة في جميع أرجاء الأردن ومنها مقامات سيدنا نوح عليه السلام وسيدنا شعيب عليه السلام و سيدنا هارون عليو السلام وسيدنا هود عليه السلام وسيدنا سليمان عليه السلام وغيرهم عليهم أفضل الصلاة والتسليم.

هذا هو الأردن العريق في تاريخه وحضاراته ومدنه منذ آلاف السنين مقراً وليس ممراً ويحب أن يكون في مقدمة البلدان التاريخية وان يكون ذلك معلوماً لدى أبنائنا وبناتنا وشعبنا وأمتنا وفي جميع انحاء العالم .
 

بقلم: احمد جميل الضمور